السمسارة و الريح 4 و الاخيرة



السمسارة و الريح..
الحلقة الرابعة و الأخيرة


قالت:" 10 سنوات.. كلّ ليلة, كلّ ليلة و هو يصلي و يدعو.. تعرف ما معنى هذا؟"
"أتخيّل!"
"لا.. لا يمكنك أن تتخيّل.. 10 سنوات أي من 13 سنة الى أن وصل سنه 23 سنة.. من الطفولة الى الشباب وهو يصلي و يدعو لأمّه.. تعرف ما معنى هذا؟ هل قدّمت لأمّك شيئا من هذا؟ كم صبرت على أمّك؟ أنا حينما سأقابل ربي لا أدري ما مصيري.. لكني سأشهد لابني.. ألسنا نشهد على بعض؟ سأشهد أن ابني لم يوبخنييوما رغم أني استحق التوبيخ و لم يألمني يوما و لم يتذمر يوما.. بل أنه صبر علي.. و بكى عشر سنوات.. الى أن هداني الله. "هذا آش حبّ ربّي" واحد يدعي ليلة و واحد زوز و ولدي دعى عشرة سنين.."
"طيلة هذه العشر سنوات.. كيف كان و أين كنت؟"
"أنا كنت مبنّجة من الشيطان.. أرقص كالآلة.. كل يوم أحس بقيمتي ترخص.. و أحتقر نفسي.. لكني أقاوم.. و "كسوحية" (قسوة) القلب يا بني.. تأتي بقسوة أخرى.. أما هو.. فكل يوم يزداد هداية و أصبح يقرأ الدين و يتعلم.. و كنت أشتري له الكتب بمال أقترضه.. قل لي لماذا؟"
"لماذا؟"
"لأني بشطارتي عرفت أن مالي حرام. و رغم اقتناعي بأني أكّلت ابني الحرام و رغم عجزي و رغم أني "خايبة" في كل شيء.. الا أنني لم أطق أن أرى كتب الدين و ما أدراك تشترى بالحرام...الا هذا.. لا أريد أن يفشل ابني في تديّنه.. أنا حاذقة و أفهم كل شيء يا ولدي.. فهمت أن الحرام يقطع البركة..فكنت أقترض من الطيبات مالا أشتري له بها كتبا.. و كان يقرأها و يتعلم.. و كل يوم يقصّ عليّ حديثا.. أو آية.. كلّها عن الجنة و الأم و الحنان و رحمة ربي.. و ربي قدّاش رحمته واسعة .. كنت أقول في قلبي مسكين ابني.. لكن مع الوقت أصبحت أتشوق لعودتي للبيت حتى أسمع منه الكلام الجميل.. و أصبحت أحب ربي.. اكتشفت أني كنت –استغفر الله- أظن أن ربي هو السبب في يتمي و ما جرى لي.. كالعقدة.. و لم أكن أعرف كيف أطرد هذه الفكرة.. فمن سيفتيني؟ الدرباكجي ولا الزّكّار ولاّ الطّبّال؟ لكن ابني مع الوقت أفهمني أن الله سبحانه هو سبب كل خير و أننا نحن أصحاب "العمايل".. و يكفي أن وهبني ابنا مثله و أنا لا أستحقه.."
قلت لها: "طيب و بعد؟"
قالت" و ذات يوم.. طلب مني ابني أن أترك العمل, قال لي أنه وجد عملا و أنه سيوفر لي حياة كريمة.. و أنه لن يجعلني أحتاج شيئا.. حاولت اقناعه, حاولت التملص.. لكنه بكل أدب و رفق بقي يلحّ.. و مرة.. رضخت بزلّة لسان.. أردت أن أقول لا فنطق لساني بنعم.. بحركة لا ارادية.. فعانقني و بكى.. فأشفقت عليه فأكملت التظاهر أني موافقة.. و فعلا.. خرج ابني و توجه الى عمله الجديد.
و بقي يعمل عند مؤجّره الجزار الظالم.. استغل تدين ابني.. الى أن اكتشف ابني أن التاجر كان يغشّ في اللحم الذي كان يبيعه.. فواجهه.. فغضب المؤجر و خاف أن يفضحه ابني.. فقرّر أن يبادر هو.. و فعلا قام بتركيب تهمة باطلة له.. و شكى به و قبضوا عليه..
و أوّل ما سمعت, قمت بتدخلاتي.. فكما فهمت معارفي كثر.. لكن لم تنفع.. يبدو أن التهمة التي لفّقوها له كبيرة..
فذهبت الى هناك..
و رأيت يا ولدي ما لا دليل بعده و لا برهان..
طلبت منهم أن أرى ابني..
فلما رفضوا عملت فضييحة بجلاجل.. أضعاف أضعاف ما أسمعته اياك أمس..
و توعدت و هددت..
فأدخلوني..
كان ابني جالسا..
و كان الرجل يحقق معه..
كان الرجل يسأل: هل أنت فعلت كذا و كذا و كذا؟
و ابني يرد بثقة: لا
رد الرجل بأدب: هل هناك دليل؟
قال ابني: لا
أين كنت حينها؟
كنت في البيت
ماذا تفعل؟
أصلي
و هل لديك شهود؟
نعم
من؟
الله سبحانه كان شاهدا علي..
ضحك الرجل بسخرية و قال له بكل جرأة: و كيف نأتي به ليشهد؟
و حينها.. حينها هبّت ريح عاتية.. عاصفة.. حرّكت كل ما في المكتب.. و كسّرت الشبابيك.. و تخيّلنا أنها الساعة قد قامت.. كلّ شيء يتحرّك في الهواء.. الرّجل خاف و كل من هناك خاف و أنا خفت.. الا ابني بقي شامخا في مكانه لم يتحرك.. قام الرجل صارخا : "هزّ عليّا ولدك يا مرا.. هزّ عليّا ولدك..!!" وأوّل ما قام ابني.. هدأت العاصفة و سكن الريح.. و كأن شيئا لم يحدث..
اخرجونا من هناك ..
عدت الى البيت..
أحسست بغصة في قلبي..
لم أشعر الا و أنا أقول لابني.. علّمني الآن الوضوء و الصلاة..
قال باكيا: افعلي ما أفعل..
و فعلت ما فعل.. و صلّيت خلفه..
لكن في السجود.. لم أرد أن أرفع رأسي.. تركته يكمل صلاته و أنا كملت صلاتي لحالي.. سجدت طويييلا كما كان يفعل.. حمدت الله و استغفرت و تبت لذنبي..
و بعد الصلاة أحسست أني ولدت من جديد.. قاربت الستين حينها.. لكن سبحان الله.. هل هناك عمر للتوبة؟
"لا"
"اذا.. الحمد لله.. أترى كم أمهلني الله لأتوب؟ و كم من فرصة؟ ..الآن أصبحت أكفل الأيتام و أتعلم الخير من جديد.. تفرغت لهذا.. و لأساعد نفسي و ابني.. أقوم بشوية سمسرة و أتاجر قليلا حسب ما تيسّر.. هذه هي حكايتي.. "
لم أجد ما أقول.. كأني تجمدت في مكاني.. تمنيت لو أبكي..
قلت لها: "كيف أساعدك؟"
قالت "لا أريد مساعدة أحد.. أريد حقي.. الايجار الذي وعدتني به فقط."
و قبل أن تنصرف.. قالت لي "أول مرّة أحكي قصّتي.. إياك أن تفضحني"
و بعد مدة قابلت ابنها.. كان نورا كما قالت و كما تخيلته.. و ماشاء الله لا قوة الا بالله أوّل ما تراه تحسّ بروحانية و ايمانيات مرتفعة.. و لم أره بعد ذلك و لم أرها.. يقال أنهما سافرا..
تعمّدت أن أنقل القصة كما هي.. خاصة كلامها.. حذفت منه "ترسّبات" الماضي من كلام و جمل و تركت الباقي كما هو.. حذفت قليلا من التفاصيل و غيرت قليلا حتى لا أفضحها كما تقول.. و أترك لكم و لي المجال للإحساس و التعليق..

5 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بجد ربنا يعزك ويبارك فيك يا اخى الفاضل
القصه فعلا أكثر من رائعه وفيها أكثر من فائده وأنا عن نفسى فادتنى جدااااااا والله
لأنى مشكلتى انى ممكن من اى موقف أغضب واتعصب
لكن من اول ما قريت القصه حسيت انى غلط تماماااا وانى فعلا محتاجه وقفه مع النفس
وانى ازاى اتعامل مع الامور اللى زى دى حتى لو اللى قدامى غلط
ده غير انى اخد بالى واحافظ على الفرص اللى ربنا بيبعتهالى وافهمها كويس وحاجات كتير والله اتعلمتها
ربنا يكرمك يا اخى الكريم
ويحققلك اكثر مما تتمنى ويجعله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
فى امان الله

توبة نصوحة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين
كلمة أردت أن أبدأ بها تعليقي علي هذه القصة المؤثرة
لأن هذه القصة تنمي الإحساس بعظيم فضل الله تعالي علينا لدرجة تشعرنا بالفخر والرضا والسعادة بأن ربنا هو الله وأنه سبحانه اصطفانا وخلقنا من العدم لنتمتع بنعمة ولذة العبودية والانتساب لرب العباد
الحمدلله
وكأن الإحساس بالإطمئنان يملأ القلب رغم الهموم
بل إن هذا الإطمئنان يحول النظرة السلبية للأمور إلي إيجابية وكأننا نتفطن لنعم الله تعالي ونستخرجها في حياتنا حتي الإبتلاء

تخيلوا شعور الطفل الصغير ومدي إحساسه بالأمان والطمأنينة لأن أبيه وأمه بجواره يحملان همه ويقضيان أموره كلها ويتكفلان بكل ما يخصه فلا يحمل للدنيا هم ولا يعرف معني الهم أصلاً

ولله المثل الأعلي
والله إني لأتساءل كيف تغلبنا أنفسنا الضعيفة
أبعد كل هذه الرسائل الربانية التي يرسلها لنا ربنا رحمة ورأفة بنا وبحالنا نشك للحظة ونحمل للدنيا هم
ألا نتوكل عليه حقاً ونسلم له أمرنا تماماً

والله أشعر أن كل هذه القصص والعبر التي نقرأها هنا وفي المواضيع الأخري وخواطر وسيرة الأخ زياد تدور حول كلمة واحدة
اليقين التام في رب العباد
كل هذه العبر تعلمنا صدق اليقين في الله تعالي
صدق اليقين يفعل المعجزات ولا تقف أمامه أي عوائق
ألم يحن الوقت بعد لندرب قلوبنا عليه ؟!!!
إلي متي سننتظر ؟؟

الله المستعان

من المواقف التي دعتني للتأمل في الأجزاء المتبقية للقصة
هو أن النفس البشرية فطرت علي الخير حقاً
يعني تلك العجوز ثبتها الله كانت كأنها داخلياً تدرك أن ما تفعله خطأ بل وكرهت عملها هذا بفطرتها رغم إستمراريتها فيه
وهذا يدعو للتأمل في النقطة الثانية صحبة السوء وشياطين الإنس أخطر علي الإنسان من الشيطان نفسه
أكثر من مرة وهي تأخذ قرار الإعتزال وترك العمل الحرام لكنها تسقط ضحية أولاً عدم صدقها في رغبتها وثانياً وساوس شياطين الإنس
سبحان الله يعني الإنسان كثيراً ما يدرك أن يفعله حرام وخطأ ولا يجوز ورغم ذلك يستمر في فعله ولايقوي علي الابتعاد
وكأنه يشعر أنه في دوامة تتجاذبه أطرافها فيعجز عن الخروج منها
بل ويري في نفسه العجز عن النجاح في إخراج نفسه منها
ويصل الأمر أحياناً أن يري الفشل في الخروج منها

لكن كل هذا ما هو إلا ناتج عن ضعف الإيمان بالله وضعف اليقين الذي نتحدث عنه
لأنه إن توفر صدق اليقين في قدرة الله تعالي فحينئذ لن يدع الإنسان فرصة للإستمرار في الخطأ بل حسن توكله وقتئذ سيوفر له الأمان والطمأنينة والثقة أن الله تعالي لن يتركه وحده أبداً وسيكتب له مخرجاً أي كانت ظروفه

الأمر الثالث الذي يدعو للتأمل فيه هو وصف تلك الأم لبر ابنها بها وإحساسها الصادق به
تأثرت جداً حين قالت أنها ستشهد لإبنها يوم القيامة
ما أجمل هذا
هذا هو ما نسعي إليه أن يشهد أباؤنا لنا يوم القيامة
تنبهت لتقصيري في فهم معني البر بالوالدين وأن البر ليس فقط بالطاعة وإنماهناك وجوه أخري لبرهم
والخلاصة التي تنبهت لها أن كامل تعاملنا مع أبائنا
هو كله براً بهم
كل التعامل بجميع أوجهه
صبرنا عليهم
عدم إيلامهم
طاعتنا لهم
إسعادنا لهم
رسم الإبتسامة علي وجوههم
دعاؤنا لهم
مناجاتنا لله تعالي من أجلهم
تفكيرنا فيهم باستمرار
احتساب النية في طاعتنا لله تعالي وحسن تعاملنا مع الآخرين ليكون في ميزان حسناتهم
في زواجنا وتربيتنا لأبنائنا
كل شيء كل شيء مهما كان
والحمدلله أني تنبهت لهذا المعني
الحمدلله تعالي

الأمر الرابع الذي يدعو للتأمل
هو كيف يسخر الله تعالي كونه لعباده الصالحين
تري كيف هي مكانة هذا الإبن عند رب العالمين حتي يسخر له الريح بهذا الشكل وحتي ينجيه مما اجتمع عليه شياطين الإنس أن يضروه به
أتتخيلون الله تعالي الملك مالك الملك خالق كل شيء
حينما يسخر كونه وخلقه لعبد من عباده
تري إلي درجة وصلت مكانة هذا العبد

والله جسدي يقشعر من مجرد التأمل في السؤال
موقف الإبن نفسه يعيدنا لنفس المبدأ
صدق اليقين في الله تعالي وصدق التوكل عليه سبحانه
انظروا كيف أجب الرجل بمنتهي الهدوء والثقة ولم يبالي بسخريتهم
انظروا لثباته وثقته حين خاف الآخرين
أتصور أن قلبه ما شاء الله يمتليء بالأمان والراحة والطمأنينة
ما أجمل إحساس الأمان والطمأنينة والأنس بالله تعالي
وقتها تشعر أن عندك قدرة علي تحدي قوي البشر كله مجتمعة
تشعر أنك تعيش في عالم روحاني رائع روحك كأنها في عالم منفصل متصل في نفس الوقت فأنت في الدنيا تتعامل مع الناس وتعمل وتكدح وتتقن عملك وتطيع ربك وتصنع الحياة لكن روحك كأنها في عالم آخر

لا أدري أعجز عن إيجاد الكلمات المعبرة عما أريده

من العبر الموجودة في القصة أنه لاوقت للتوبة ولا يأس أبداً في رحمة الله تعالي

الخلاصة القصة مؤثرة بحق
فإلي جانب أني بدأت والحمدلله أدرب قلبي علي اليقين في الله تعالي خاصة بعد العمرة وما رأته فيها وعشته هناك ومع القصص التي قرأتها والعبر الكثيرة منها
تعلمت الآن ونويت والله تعالي يبارك في النوايا أن أسارع وأبدأ في تطبيق ما تعلمته من دروس حالاً ولا أسوف

بارك الله فيك وفتح عليك فتوح العارفين
أتعلم أقسم لك هذه القصص ليست لمجرد السرد والتأثر فقط وإنما من خلالها نتلمس طريقاً لتغيير ما فعلته بقلوبنا الذنوب والمعاصي
نتلمس طريقاً للتغغير والإصلاح لذا فكل كلمة تكتبها لها وقع وفيها درس
ولا تدري قد تكون كلمة تكتب هنا سبباً في تحرير القدس فتفاجأ يوم القيامة أن تحرير القدس والأقصي في ميزان حسناتك فتتعجب وتذهل كيف فتجد أن الله تعالي سخرك يوماً ما عبر قصة كتبتها هنا جعل الله تعالي لها وقعاً في قلب أحد منا فصدق مع الله في نيته فتقبل الله تعالي منه ويسر له تحقيق ما أراد

أعزكم الله وبارك فيكم ويسر عليكم كل أمر عسير ويسر لكم سبل الخير كله
آمين

منقول

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أخي الحبيب أبو زياد
القصة الأخيرة فعلا كلها عبر و معاني و لعل من أكثر ما شدني هو هذا الموقف،
"لأني بشطارتي عرفت أن مالي حرام. و رغم اقتناعي بأني أكّلت ابني الحرام و رغم عجزي و رغم أني "خايبة" في كل شيء.. الا أنني لم أطق أن أرى كتب الدين و ما أدراك تشترى بالحرام...الا هذا.. لا أريد أن يفشل ابني في تديّنه.. أنا حاذقة و أفهم كل شيء يا ولدي.. فهمت أن الحرام يقطع البركة..فكنت أقترض من الطيبات مالا أشتري له بها كتبا.. و كان يقرأها و يتعلم

و أستحظر هنا قصة لأحد السلف الصالح و هو إبراهيم إبن الأدهم، كان مسافرا في طريقه إلى الحج فجاء قطاع الطريق فقطعوا عليهم الطريق و قيدوهم و أخذوا أموالهم و متاعهم
و أخذوا يفتحون القصاع التي كانت معهم مع المتاع، فوجدوا قصعة من القصاع فيها جوز و لوز و حلوى...
فجاؤوا بها إلى قائدهم و الحجاج و الشيخ إبراهيم مقيدون ينظرون فقالوا لقائدهم (رئيس العصابة) هيا كل معنا، فقال أنا اليوم أصوم لله صيام نافلة..لله تعالى.
فقال سيدنا إبراهيم بن الأدهم..نعم؟؟
فقال القائد أنا صائم نفل لله تعالى
فقال له سيدنا ابراهيم بن الأدهم أنت صائم لله و تفعل المحرمات و تفعل الكبائر؟؟ تتعدى على الحجاج تسرق و تروع الآمنين و تقتل و تقول صائم لله نفل؟؟ ماهي فائدة الصيام و أنت على هذا الحال.
قال الرجل: يا شيخ..أدع بابا للصلح بيني و بينه.
فسكت الشيخ إبراهيم و اهتز من الكلمة.
قال فمرت 5 سنوات و كنت حينها أطوف بالكعبة في الحج في جوف الليل و إذا بي أسمع أنة، فالتفتت فإذا برجل يتعلق بأستار الكعبة و يبكي بكاء يحرق القلوب..فاقتربت فإذا بالرجل يناجي ربه بمناجاة اهتز لها كياني.
فلما انتبه الرجل لي، ألقى السلام و قال لي : أعرفتني يا إبراهيم؟
فقلت لا، من أنت؟
قال أنا صاحب الصلح الذي أبقيته بيني و بين الله، إن باب الصلح الذي أبقيته هو الذي أدخلني على الله، فقد تبت بعدها و تاب جميع من معي


و نحن، يجب أن نترك بيننا و بين الله بابا للصلح

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



غريبة هذه القصة و غريبة أطوارها .. غريبة كغربة الاسلام في هذا الزمان..
وكثيرة معانيها و عبرها .. قلت أنها غيرت حياتك .. فسؤال لك بكم كنت تشتريها؟؟
هذا سؤال و ليس عليك جواب..
بدأت بشجار .. تلاه ندم ..فكظم للغيض ..فاحسان ..
فكانت عاجل بشرى المؤمن ..جزؤا من الجزاء .. وتمام الجزاء في علم الرحمن ..
ثم غاصت بنا في طيات الماضي لتكشف لنا أمراضا أصبحت منتشرة .. أكثر ما يؤلم فيها أن ضحاياها أبرياء..يحملون أوزار آبائهم وكأن على وجوههم وشم يرعرفون به أنهم ..فيحاسبوا عل فعل لم يرتكبوه..ثم اذا أرادوا سقفا يأويهم وصدرا يحظنهم قوبلوا بالاعراض..حتى سدت أبواب الرحمة في وجوهم .. سلكوا طريق الشيطان .. فأصبحنا ننظر اليهم باحتقار و اشمئزاز .. و قد مدوا الينا أيديهم فأبينا..
فكم من سارق يسرق و مادفعه لذلك الا الجوع..وكم ..وكم..
هو عندنا سارق..والله يعلم جهره و سره..
ولننظر لهذا الزوج الفقير .. الذي عفها بالزواج .. ربما هو أرحم من ملتزم غني يستعبدها..
لعله أخلص لله في اعفافها ... و دخلت بغي الجنة في كلب سقته..
ثم أي ابن أنجبا ..
..
لو رأيت هذا الابن لقلت أن أباه تقي نقي .. لا يأكل الا الحلال..
وكذلك أمه ..قوّامة صوّامة .. تقية نقية ..
لعلهما عند الله كذلك..فلا يدخل أحد الجنة بعمله..
علينا أن نحسن الظن بالعصاة أيضا..
أكثر شيء استوقفني في هذه القصة هذا الابن وليست الريح..لا أعرف.. لكن ظهرت لي الريح في هذه القصة شيء عادي..
هذا الابن .. كل أم تتمنى أن تجبه..فمن أنجبته؟ راقصة..هي عندنا راقصة لكن هي عند الله شيء آخر..يكفي صدقها مع الله..
سؤال يتبادر الى ذهني من ستكون أم صلاح الدين هذا الزمان؟ لعلها راقصة أيضا.. من يدري..
شأننا في هذا الزمان كشأن الذي أماته الله مائة عام..تعرفون القصة..
سبحان الله
مشاعر و أحاسيس متداخلة تركتها فيّ هذه القصة..
و كأني في حلم لم أستيقظ منه بعد..

وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

غير معرف يقول...

أما أنت يا سمسارة
فحكايتك حكاية
حكاية طويلة عريضة
قراتها متسرسلة و كل مرة أحس أني سألتهم الأوراق
و في كل صفحة و مع كل تطور إحساس حديد

لكن كل كوم و هذه الكلمات كوم أخر

قائلا: القيام نافلة و طاعتك فرض يا أمي

أحساس أخر إنتابني و شعور إلى اليوم ياسرني و هذه الكلمات أسمعها فس اذني

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting