الدعوات الثلاثة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه خاطرة كتبتها عن أخي وحبيبي زياد رحمه الله
أحببت أن أعيدها الآن على قلوبكم
رحمك الله أخي وألحقنا بك في جنة الفردوس
آمين
-----------------------------------------------



خاطرة عن زياد رحمه الله
"الدعوات الثلاثة"

كنت الآن أشاهد فيلما لزياد رحمه الله..
كنا نستعد و نجهز أمتعتنا للسفر لأداء فريضة العمرة في الصائفة الفارطة..
و حينها كان المرض قد انتشر في جسده..
و كانت الرحلة "رحلة استشفاء".. رافقتنا فيها أمه أم زياد و اخوة لنا في الله..
فكنت أصوره بالكاميرا قبل سويعات من الخروج من البيت..
سألته.. "زياد, لو كانت لك في هذه الرحلة ثلاثة دعوات مستجابة.. ثلاثة فقط..
فما سيكون دعاؤك؟"


قال مباشرة و بدون تفكير بصوته العذب المرتعش كأنه يستأهب للبكاء :


" أول شيء سأقول: اللهم أنت أكثر مما أريد فاجعلني كما تريد"..

قلت له و الثانية؟
(و كنت طبعا أنتظر أن يقول شفاؤه, مستغربا أنه لم يدعو بها من الأول)



فقال : " أن أدخل الجنة مع كل كل من أحب.. كلهم.. واحدا واحدا .. "


سكت وواصل كأنه تخيل الموقف "...


تخيل أننا مجتمعين كلنا يوم القيامة ثم مجتمعين في الجنة.. يا الله"..

قلت له: "و ما هي آخر دعوة؟ "



قال
: تعرف أكثر دعوة تراودني الآن ... أن أذهب الى الرسول صلى الله عليه و سلم ... أن أزوره في الليل مباشرة بعد أن يغلقوا أبواب الحرم .... فأختلي به هناك .... أعرف أن الله سيوفقني لذلك .... أريد أن أقول كلاما كثيرا هناك ... "

و لم يذكر شيئا عن صحته و لا شفائه..
و فعلا.. حينما ذهبنا الى هناك..
حصلت كرامة لزياد رحمه الله..
فبينما كان الحرس يخرجون الناس من الحرم لإغلاقه في ساعة متأخرة من الليل


كان زياد مع غيره من أصحاب الكراسي بأعذار و اعاقات مختلفة .. كانوا في طابور الخروج و زياد كان يتمنى أن يحقق الله أمنيته في " خلوة مع الحبيب صلى الله عليه و سلم "



(و الفكرة أو الاقتراح كان من أبو محمد شيخنا جزاه الله خيرا)



و فجأة التفت أحد حراس الغرفة الشريفة و نظر لزياد فتسمر زياد في مكانه و من نظرته فهم الحارس مطلبه
فقال : تريد أن تأتي الى هنا لتسلم على الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
قال زياد باكياً : " نعم "
فنزل الحارس بين الناس و ذهب الى زياد و أمسك بكرسيه و قربه الى الحجرة لشريفة


و بما أنه كانت هناك درجة تفصله عن الغرفة



قال الرجل المرسول من ربي لزياد رحمه الله : تريد أن تنزل من الكرسي لتقترب منه أكثر؟
قال زياد "نعم نعم نعم " و بكى و بكى و بكى (و الكلام كله لزياد)



يقول زياد وجدت نفسي ملاصقا لجدار الروضة الشريفة و لا أحد من كل من في الحرم أكثر قربا مني من الرسول صلى الله عليه و سلم

سألته حينها: فما كان احساسك؟



قال
: " كأني فقدت الوعي لم أدري ما أجرى الله على لساني ... دخلت في حالة أخرى لا أذكر منها شيئا

الا أن الرجل قال لي : أتريد أن أنزلك الى كرسيك؟ حينها أفقت ...



رحمك الله يا زياد .... و سامحني على تقصيري و تشويهي لسيرتك ....
سامحني أخي فقد كنت أعظم و أطهر و أنقى من كلماتي البالية التي لا تفيك حقك و لا تقدرك قدرك



أتدري يا زياد ما الذي افتقدته برحيلك؟

لقد كنت تمثل الآخرة بالنسبة لي كنت أحس بجانبك بالعلو و الايمان وأحب الجنة و أبغض الدنيا .....


وجهك لم يكن يوما وجه دنيا ....
......
صوتك, حركاتك, شعاع عيناك,
نور وجهك, نبض قلبك ....
....
كنت أحس معك بأن الموت معنا .... و أنك لا تخشاها ....
كنا نضحك و نأكل لكن الآخرة كانت دائما نصب أعيننا بدون حتى أن نسميها .....



و برحيلك أخي
...... الحمد لله ....
برحيلك أخي لم أفقد أخا فحسب ....
بل جزءا مني احتسبته لله و أسأل الله أن يخلفني خيرا منك يا زياد ....
أسأل الله أن يخلفني و يخلف أمك و أهلك خيرا منك يا زياد ......


اللهم اخلفنا خيرا من زياد



أسأل الله أن يهون علينا بعدك


....

انا لله و انا اليه راجعون
اللهم

اجعل كل نفس و كل نبضة قلب مني خالصة لوجهك الكريم ثم اهد أخي ثوابها و رقه بها درجات

رحمك الله أخي.. و ألحقنا بك جميعا في أعلى عليين.. آمين
.

1 تعليقات:

غير معرف يقول...

رحمك الله أخي و وسع مدخلك و أنار قبرك

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting