أحمد في حي الأيتام –الجزء2



أحمد في حي الأيتام –الجزء2


واصل أحمد: " من الارتباك لم أجد ما أقول خاصة أن ذاك الولد الصغير معي.. لم يرد الانصراف حتى يفهم الموضوع.. قلت لها: أنا أحمد.. قالت لي "مرحبا اتفضل؟" ..عرقت.. هل أقول لها أريد أن أكلمك على انفراد؟ خلوة!! أكذب عليها و أقول أني كذا؟ كذبة!!... موقف محرج و المرأة تنتظر ردا.. قلت لها: سمعت عن علي.. فأردت أن أساعده" قالت "تساعده على ماذا؟" فزدت ارتباكا..قلت لها" علي يتيم.. و ككل يتيم.." قاطعتني و قالت مرتبكة هي الأخرى: " بارك الله فيك يا وليدي يرحم من مات و خلّى.. الحمد لله مستورين.. لا يا وليدي.. كل شيء كان الصدقة.. انت بارك الله فيك.. لكن الحمد لله.. علي ماناقصو شيء.."
أحسست بالنبزة عصرتلي قلبي.. لكن قلت "لم آت للصدقة.. أريد فقط المساعدة.." (أكتب الحوار على شكل نقاط أفضل)
- يا وخي واش الفرق؟
- أريد أن أقبله و أضع يدي على شعره لآخذ حسنة على كل شعرة..
- من قال لك هذا؟
- الرسول صلى الله عليه و سلم.. وبجاه ربي .. بجاه ربي.. خليني نبوسو و نمسح على راسو و نمشي..
(لم يستطع تمالك نفسه و قالها باكيا.. )
الولد الذي كان معهم انصرف (وجد أن الحكاية فاغة)..و الأم..لم تدر ما تفعل..قالت مرددة "صلى الله عليه و سلم".. ثم نادت لعلي.." يا علي.. يا علي"..
جاء علي.. وجهه كالقمر.. ملاك.. سبحان الله.. أحسست كأنه ابني و كأني أعرفه من زمن بعيد.. لم أتمالك نفسي فاحتضنته و عانقته..و الأم تشاهد في ذهول..
عمره تقريبا ستة سنوات..
وسيم.. طري.. مسحة من الحزن على وجهه..
نظرته تحمل هم أمة.. لكن ابتسامته البريئة تجعلك تحس بالأبوة تجاهه.. من أول لحظة..
الأم قالت بعد أن تأثرت.."تفضل معانا اشرب كاس قازوز"
دخلت طبعا مهللا..
ياخسارة يا معز.. تمنيت لو كان هذا في ميزان حسناتك
تحدثنا في عدة مواضيع.. فهمت قصدي من الزيارة و أشفقت علي.. أفهمتني أن حالتهما مستورة.. طلبت منها أن تدلني على يتيم آخر محتاج.. و ألا تحرمني على الأقل زيارة ابنها..
رحبت بالزيارة.. و قالت بعد نفس طويل.. يا بني.. هذا الحي هو حي الأيتام..
هناك مليك و أشرف و نزيهة و منية و أولاد حاتم و فتحي.. و بنات رشيدة... سبحان الله.. ملا زهر عندك يا وليدي.. الحومة تغلي بالأيتام..
أحمد.. توقف هنا هن السرد.. و حمد الله.. ثك واصل:" الحاسيلو مانطولش عليك.. في عشوية.. دخلت لثمانية ديار الكلهم أيتام..محرومين و فقراء و ناقصين حنان ولهوة و فلوس و كل شيء.. مسحت على تقريب 13 رأس يتيم و يتيمة.. و كل واحد يبعثني لواحد.. والحمد لله.."
قلت له: " و ماذا أعطيتهم؟"
يتبع..

أحمد في حي الأيتام – الجزء3

قال: بصراحة.. ذهبت و في جيبي 150 دينارا.. كنت أتوقع أن أجد عائلة واحدة أعطيها المبلغ و أنصرف.. لكن بالطريقة التي اختارها الله للأحداث أن تقع.. قسمت المبلغ "بقلبي" والله لا أدري كم أعطيت لكل واحد منهم (ركزوا على هذه النقطة بالذات).. لم أحسب.. و آخر بيت دخلته.. أدخلت يدي في جيبي لأخرج آخر ورقة.. وكأن الحسبة محسوبة..
أردت يتيما فأرسل الله لي 13 يتيما..
رجعت الى البيت.. طول الطريق و أنا أبكي بحرقة.. تعرف الحديث الذي يقول في ما معناه: "من أراد أن يلين قلبه فليمسح على رأس اليتيم"؟ قلت نعم.. قال: هو ذا.. أصبحت عيناي مدرارة للدموع..
وبكى أحمد و هو يروي القصة..مازال أثرها ما شاء الله ..
و أكمل لي : "تذكر يا معز حينما كنت أقول لك في العمرة أن كل ما أنفقه في سبيل الله يرجع لي عشرة أضعاف؟ قلت له صحيح (كان عنده يقين تام في هذه المضاعفة).. واصل: " حينما عدت الى البيت.. أخبروني أن رجلا كنت أقرضته 1500 دينارا من أربعة سنوات.. فتنكر لنا لأنه لم يكن عندنا دليلا و لم نكتب.. شكونا به للمحكمة فخسرنا القضية لعدم توفر الأدلة..
و يومها.. يوم عدت من حي الأيتام وجدت أن الرجل قد أرسل لي في الأثناء 1500 دينارا و معها كلمة اعتذار.. بعد أربعة سنوات!!! أنفقت 150 دينارا.. فرزقني الله من حيث لم أحتسب 1500 دينارا.. عشرة أضعاف كالعادة!"
طبعا هناك بقية.. لكن أحمد قال لي "يكفيك هذا".. و لم تنفع توسلاتي لأعرف بقية القصة..
لكن ما سمعته مازلت أجتره الى هذه اللحظة..


انتهت

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting