بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخميس/ العاشر من ذي الحجة ... يوم النحر
أول أيام عيد الأضحى.... الله أكبر
- هيا يا عمر... البس ثيابك الجديدة.... وأنت يا عبد الهادي، ارتدِ القميص الذي أحضرته لك خالتك...
- ماما... ماما... لم أحضر ثيابا جديدة...
واخجلتاه.... في غمرة الفرحة بالقدوم على الحبيب صلى الله عليه وسلم، نسيت أمر العيد تماما، ولم أفكر في إحضار الثياب الجديدة لأولادي..
- لا بأس يا ابنتي... ارتدي أفضل ما عندك من ثياب، فليس من الضروري أن تكون جديدة..
جلسنا بعد الفجر هذه المرة، لا لننتظر أن يسمح لنا بالزيارة... بل انتظارا لصلاة العيد..
واكتظ المسجد بأفواج المصلين والمصليات والأطفال....
وكم كان طريفا أن ترى الأطفال في هذا اليوم بالذات بثيابهم الجديدة اللامعة....
ثياب هندية لأطفال الهنود.... وحبشية لأطفال الحبشة.... وحجازية تقليدية لأطفال الحجاز....
ووو..... أشكالا وألوانا...
مؤتمر طفولي إسلامي عالمي...
والبسمة تعلو وجوه الجميع...
لم نقرأ قرآنا في هذا اليوم... فالتكبير الآن أولى
وجلست أكبر...
وبين آونة وأخرى يعلو صوت تكبيرة من الميكرفون... فتلتقطها آذاننا بشغف، ونكبر وراءها...
قال لي عمي:
- هل سمعت تكبيرنا؟
- لا!... لم أسمع إلا تكبيرة بين كل آونة وأخرى...
- لكننا في الروضة الشريفة كبرنا تكبيرات شامية على أصولها... وضج المسجد بالتكبير...
لكن المسجد مع توسعته صار أكبر من أن يضج بتكبير بضعة أو عشرات الأفراد...
أبعاده صارت مترامية...
ونحن في مصلى النساء القصي، ما كنا نسمع إلا ما يجود علينا به الميكرفون بين آن وآخر...
كنت أكبر وأنا أفكر في إخوتي الحجاج ... ترى أين وصلوا الآن...
لقد رمى المتعجلون منهم جمرة العقبة بعد منتصف ليلة أمس، وتحلل من إحرامه، ثم أفاض إلى مكة ليطوف طواف الحج.... لا شك أنهم نائمون الآن، بعد أن صلوا الفجر.... فلا صلاة عيد على الحجاج... بعضهم عاد لمنزله... وبعضهم عاد لخيمته...
ياااااااااااااااااااه ما أهنأهم.... ضيوف الرحمن...
ونحن هنا ضيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم اغفر لنا أجمعين
وأعتق رقابنا من النار كما أعتقتهم... يا رحيم يا رحمن...
- الصلاة جامعة...
وقمنا لصلاة العيد
وهنا... ارتجت جنبات المسجد بالتكبير
وارتجت القلوب...
يا إلهي....
أول صلاة عيد في الوجود أقيمت هنا...
في هذا المسجد المبارك
الله أكبر.... الله أكبر
وكان الإمام هو الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان المأمومون هم صحابته... رضوان الله عليهم..
صلاة العيد في المسجد النبوي الشريف لها طعم آخر
وتجليات أخرى..
وتراءت أمام ناظري الصور متلاحقة...
الله أكبر.. الله أكبر... لا إله إلا الله
الله أكبر.. الله أكبر... ولله الحمد
الله أكبر كبيرا... والحمد لله كثيرا... وسبحان الله وبحمده بكرة واصيلا
لا إله إلا الله وحده
صدق وعده
ونصر عبده
وأعز جنده
وهزم الأحزاب وحده
وتراءت لناظري صور الجيش الظافر وهي تدخل مكة المكرمة منطلقة من هنا...
من هذا المسجد العظيم... حيث كانت تعقد كل الألوية...
انطلقت لتزيل الشرك وتحطم الطاغوت، وتدك صرح الوثنية، وتنشر النور، وتعلي كلمة التوحيد...
هؤلاء المهاجرون الهاربون المطاردون...
الحفاة العراة الخائفون...
أبدل الله خوفهم أمنا، وفقرهم غنى، وضعفهم قوة، وهوانهم عزة وانتصارا...
دخلوا معقل الكفر يدكونه دكا بصيحة الله أكبر...
وهزم الله الأحزاب وحده...
صدقوه الإيمان والطاعة... فأنجز لهم وعده..
فاصدقوه يا مسلمين
اصدقوه يا مؤمنين.... لينجز لكم وعده
ويهزم لكم الأحزاب وحده
فلا شيء قبله ولا شيء بعده....
الخميس/ العاشر من ذي الحجة ... يوم النحر
الاثنين, يوليو 20, 2009
توبة نصوحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
4 تعليقات:
أزول امران فلاون تعني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
اخي في الله الام عبد الهادي جزاكئ الله كل خير
فعلا لقد شوقتني الي تلك البقاع
بورك فيك واسال الله لك العفو والعافية وان يحفظ لك زوجك واولادك وابويك في الدنيا والاخره .اللهم يامقلب القلوب ثبت قلب الام عبد الهادي علي طريق المستقيم واجمعها بمن تحب في يوم لا ظل الا ظل عرشه الكريم
امين امين امين
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك يا أمّ عبد الهادي على هذه الصور الرائعة من مدينة رسول الله المنورة ..
لقد أثّرت فينا أيّما تأثير حتى تمنّيناها حلقات متواصلة لا تنتهي...
ثمّ بارك الله بك كرّة أخرى على اللغة السليمة و الأسلوب القصصي الرائع الذي جاءت فيه هذه الحلقات آتاك الله أجرها و أجر قارئها آمين و السلام عليكم ..
أنظم للاخ عبد الرحيم
فعلا اشكر الاخت ام عبد الهادي على اللغة السليمة و كل شيء
زادها الله علما و تقوى و عفاف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين على تشريف الموضوع بقدومكما..
وأتمنى أن تعجبكما الحلقات التالية
رزقنا الله جميعا وكل محب للرسول صلى الله عليه وسلم زيارة قريبة مباركةلمقامه الشريف..
إرسال تعليق