بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأربعاء... التاسع من ذي الحجة.... يوم الوقوف بعرفات
أعظم يوم من أيام العام.
أخطو بخطوات سريعة نحو الحرم...
وتتسارع ضربات قلبي، وتتلاحق أنفاسي...
السلام عليك يا سيدي يا رسول الله...
وأصلي وأسلم على النبي طوال الطريق، وما فتر لساني عن الصلاة والسلام عليه طوال رحلة السفر...
وأدخل المسجد..
أحب مكان في الدنيا إلى قلبي..
ركعتين تحية المسجد..
سنة الظهر القبلية
صلاة الظهر
سنة الظهر البعدية
ويفتح باب الزيارة...........
وندخل المسجد القديم
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله...
وأقترب... أقترب..... أقترب منك أيها الحبيب الأعظم...
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله...
الصلاة والسلام عليك يا من بك يرحمنا الله...
حواجز.... حواجز....
- ماذا؟.... هل الزيارة مقفلة يا أختي؟...
- ها هي الروضة أمامك مفتوحة... ادخلي وصلي....
وأفهم المقصود.... ويوشك قلبي أن ينخلع من بين أضلعي... وتفر الدموع من عينيّ رغما عني...
وأقول في محاولة يائسة:
- ولكن.... ألن نزور المقام الشريف؟....
- لعن الله زوارات القبور!.....
حسبي الله ونعم الوكيل.... ولكن هذا الحديث منسوخ... يا إلهي.....
{لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}
تأدبي ولا تعترضي... قفي حيثما يوقفك الله.... كله بأمره...
واحمدي الله أنك وصلت لهنا...
وهل تستحقين أكثر من هذا؟
ألا يكفيك هذا النعيم؟
الحمد لله... الحمد لله... الحمد لله...
وأشق طريقي بلطف وسط أمواج النساء المتلاطمة باتجاه الروضة الشريفة...
عمود واحد فقط من الروضة هو المفتوح للنساء...
لا تعترضي..
يا إلهي.... نساء أتين من أقاصي الأرض، ومن كل مكان...
لقد صليت في الروضة الشريفة مرارا قبل ذلك.... فلماذا أزاحمهن، وأحرمهن من فرصة الصلاة هنا، خاصة أن وقت الزيارة محدود وقصير جدا...
وتراجعت إلى حيث كان الحصى...
تحت المظلات البيضاء....
إلى اليسار من هذا المكان، وخلف الحائط الأحمر، كان مصلى النساء قديما...
هناك كنت أجلس مع والدتي –حفظها الله- (معلمتي الأولى في مدرسة حب الحبيب)، وأختيّ، نصلي ونقرأ القرآن... فقد سن لنا والدنا سنة حسنة، أن ننجز ختمة كاملة في المسجد، مهما كانت زيارتنا قصيرة، ولا زلنا مستمسكين بهذا إلى الآن...
نقرأ وننظر في الساعة وننتظر .... ننتظر أن يفتح لنا باب الزيارة....
يااااااااااااااااه
كم كان ذلك المكان قريبا... وكم كنا نراه بعيدا....
لقد صارت الصلاة فيه الآن بالنسبة للنساء أمنية وحلما....
وتحت المظلات البيضاء المتحركة، كان الحصى...
وكان مسافة فاصلة بين مصلى النساء ومصلى الرجال...
وكان الرجال يصلون فيه إذا اكتظ المسجد، وما كان يظلهم شيء إلا السماء الصافية...
يا لشريط الذكريات...
جلست هناك ورأيتها....
تتلألأ بالأنوار..
وتشع بالضياء
كم تغزل بها الشعراء
وكم اشتاق لها المحبون والعشاق...
إنها القبة الخضراء....
إنها ليست قبة من قباب المسجد، بل هي قبة مبنية فوق قبر رسول االله صلى الله عليه وسلم...
وجلست أتأملها... وأبكي... أبكي ...... أبكي شوقا وحبا ولوعة...
أبكي خجلا وندما وحسرة...
أبكي على عهود قطعتها ثم أخلفتها...
أبكي على وعود أعطيتها ثم نكثت بها...
أبكي على ذنوب تبت عنها، ثم عدت إليها....
أبكي على قسوة قلبي، وقلة همتي، وعجزي وكسلي وتقصيري....
أبكي وأبكي...
وأدعو ...وأدعو...
اللهم اجعلني من أحبابك
ولا تطردني عن أبوابك..
اللهم يا من حرمتنا من صحبة حبيبك محمد في الدنيا...
لا تحرمنا من رؤيته في الآخرة...
اللهم وفقنا للمثول بين يديه
وتقبيل قدميه
واسقنا من يمينه الطاهرة الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا...
اللهم إنا نشهدك أنه قد أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة...
فاجزه اللهم عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته..
اشتقنا يا ربي اشتقنا
لمحمد كامل المعنى
فهو من النار بينقذنا
إلهي ربي تطعمنا..... والله اشتقنا
اشتقنا لميّة زمزم
يللي حواليها بنتلملم
شربتها بتشفي من الآلام
إلهي ربي تطعمنا... والله اشتقنا
اشتقنا لطلعة عرفة
ولمنى ولمزدلفة
اشتقنا للصفا والمروة
إلهي ربي تطعمنا.... والله اشتقنا
اشتقنا لأرض المدينة
يللي ساكنها نبينا
يا ما كانت حلوة ليالينا
إلهي ربي تطعمنا.... والله اشتقنا
يا حبيبي يا رسول الله
يا حبيبي يا حبيب الله
يا حبيبي يا إمام المرسلين
يا حبيبي يا شفيع المذنبين
اللهم شفعه فينا
اللهم شفع فينا حبيبك محمدا
اللهم صل قلوبنا بقلبه........
يا رب صل قلوبنا بقلبه... يا كريم
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله...
يتبع... إن شاء الله
القبة الخضراء
الاثنين, يوليو 20, 2009
توبة نصوحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 تعليقات:
إرسال تعليق