بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاد ولدي غاضبا
...
- أرأيتم!!........ كان علينا أن نرحل بالأمس مع جدي وعمي... لقد حُبسنا هنا في المدينة...
رددت عليه مندهشة وعقلي يعمل بسرعة ويتخيل وضعنا لو كنا حُبسنا فعلا بجوار الحبيب....
يا للسعادة..
- ماذا تقول يا محمد؟
- أقول لقد انهار الجسر الموصل إلى جدة بسبب الأمطار الغزيرة، ولن نتمكن من مغادرة المدينة..
- غير معقول.... ما هذا الكلام الذي تقوله؟... ثم هناك أكثر من طريق... لو أغلق واحد فيمكننا أن نسلك الآخر.
- يا أماه...أنا كنت في صالة الاستقبال بالفندق، ووجدت أكثر من عائلة قد عادت أدراجها لتعذر السفر بسبب الأمطار.
وبدأ الأولاد يتصايحون، ويضربون كفا بكف...
- لماذا لم نغادر مع البقية؟ ماذا سنفعل الآن؟ المطر مستمر... ماذالو مكثنا عدة أيام؟؟
- ماما لماذا تبتسمين؟.... طبعا... أنت لا يهمك أمرنا..
لم أستطع أن أتعاطف مع همومهم ومخاوفهم، ولا أن أخفي ابتسامتي التي انفرجت بها شفتاي رغما عني تعبيرا عن سعادتي بالمكوث يوما آخر أو أكثر في هذه الرحاب الطاهرة.
كان أهلنا يقولون إن الذهاب للحج والعمرة هو دعوة (عزومة) من الله عز وجل، فكيف لا أفرح أن مدد الله دعوتنا لفترة أخرى؟..
وعاد زوجي ليؤكد كلام ولدي ويقول إنه قد صدرت أوامر لجميع الفنادق ليمددوا إسكان نزلائهم حتى إشعار آخر، وأن حالة الطرق سيئة جدا، إذ انهار أحد الجسور، وامتلأت الطرق بالمجروفات الطينية بسبب السيول، وأن الأوضاع في مكة أسوأ، أما في منى فهي أسوأ بكثير... لذا لن يستطيع أحد من الحجاج أن يصل للمدينة اليوم، وعلينا أن ندعو الله لهم ليسلمهم، فقد حلت بكثير منهم وبأمتعتهم أضرار كثيرة بسبب الأمطار والسيول.
وتصايح الأولاد محتجين:
- ومتى سنعود للبيت؟ لقد تعبنا؟ ستضيع الإجازة كلها...
- احمدوا الله أننا لم نسلم الغرف بعد ولم نحبس في الطريق، نحن هنا بأتم نعمة وأمن وسلام، ويوم آخر لن يؤثر علينا... هيا ارتاحوا قليلا ثم تأهبوا لصلاة المغرب في الحرم.
يتبع
0 تعليقات:
إرسال تعليق