اشواق..

اشواق..

اشتقت الى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم,,
اشتقت الى الحرم..
الى التمرغ على سجاجيده الحمراء..
و البحث عن مكان لي في الروضة الخضراء..
اشتقت الى انتظار موعد فتح الممر للدخول الى رسول الله صلى الله عليه و سلم..
اشتقت للزحام.. حيث ينصهر جسمي مع أجسام المسلمين.. فنصبح واحدا..
اشتقت لأذى اخواني المسلمين.. لدفعهم و تدافعهم.. لافتكاكهم مكاني في الصف.. و تزاحمهم و تراحمهم..
اشتقت لانتظار أن يتقدم أحدهم فأفتك مكانه من الروضة الشريفة..

اشتقت لممرات الحرم الواسعة.. لأعمدته المذهبة.. للمصاحف الخضراء.. للسور الأخضر الكبير العالي الذي يحول بيني و بين أطهر خلق الله.. سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم..
اشتقت للوقوف أمام رسول الله..
صلى الله عليك و سلم يا حبيبي يا رسول الله..
اشتقت للبكاء أمامه.. و لدفع الحراس لي.. و طلبهم مني أن ألتفت الى القبلة.. و أن أترك مكاني لغيري..
اشتقت للزحام أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم.. كل يسلم و يرسل سلام ذويه و أحبابه.. و أنا بينهم أتبرك بحبهم له صلى الله عليه و سلم.. عسى أن أحشر بينهم..

اشتقت لتمر الحرم و لبن الحرم و كرم الحرم و نبل الحرم..
اشتقت لرخام الحرم و ساحاته و أرضيته..
اشتقت لسماء الحرم و هواء الحرم و حمام الحرم ..
اشتقت لمتسولي الحرم..
و منظفي الحرم..
و خدام الحرم..
اشتقت لجلسات الحرم.. و دروس الحرم و صلوات الحرم و اسوار الحرم..

اشتقت للمسمين الهنود في الحرم
و المسلمين السود في الحرم
و المسلمين الأتراك و العراقيين و المصريين و الكرد و السوريين و الاماراتيين في الحرم
اشتقت للمسلمين الأمريكان و البريطانيين و الايطاليين في الحرم..
اشتقت للملايين من المسلمين المجتمعين في الحرم.. يعبرون بألف طريقة و طريقة عن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم..

اشتقت لروائح الحرم..
للمسك و العنبر و الصندل و الورد و العود الكمبودي المعتق و البخور ..
اشتقت لأذان الحرم و هو يخترق حائط الفندق ليتسلل الى فراشنا يوقظ ضمائرنا و يحيي نفوسنا..
اشتقت للمشي نحو الحرم في الظلمات.. و السجاد على أكتافي.. و حولي مليوني مسلم يسيرون في نفس الاتجاه..

اشتقت لعجائز الحرم..
و صلوات الجنازة بعد كل صلاة في الحرم..
و مراسم الدفن في البقيع..
و حب الموت في الحرم..

اشتقت لصوت آلاف الكحّات و البحّات و العطسات و صياح الأطفال أثناء الصلاة..
اشتقت لوقفات التأمل وسط الحرم..
للقيلولة في الحرم.. على سجاد و محمل مصاحف.. حيث الدقيقة نوم بعشرة دقائق في الخارج..
اشتقت لطرد الحراس لي حتى يخلوا المكان للنسوان في الروضة..
اشتقت للشيوخ الربانيين.. أحفاد الرسول عليه السلام و أحفاد الأنصار..
اشتقت لمجالسة أخي و شيخي أبو محمد في أماكن يحبها في الحرم.. يحاول جاهدا أن يفهمني و أن يعلمني متجاوزا عن تفنني في مشاغبته و استفزازه..

اشتقت للحرم..
بلغ الشوق ما بلغ..

اشتقت لسرّ الحرم..
للسّر الذي جعل كل ما في الحرم مباركا..
اشتقت لتتبع خطوات الحبيب صلى الله عليه و سلم.. و الاحساس بأن هذا المكان قد يكون مشى منه أو جلس فيه أو صلى عليه..
اشتقت لآثارك يا رسول الله..
للبركة و السكينة و الراحة التي نورت المدينة بسكنك فيها..
اشتقت لأرض تحملك في جوفها..
و الله هي لأطهر أرض في الوجود..
أرض مشيت عليها و خلد جسدك الطاهر فيها..
اشتقت لك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم..

من كلام الاخ ابو زياد