عائشة و التمر و قطرات زمزم.. الجزء الأول
تلك الليلة بعد أن صليا ركعتين.. أحست عائشة أن أحمد يريد أن يختلي بربه قليلا.. فكعادتها ساعدته بأن لزمت الصمت..و التفكير هي الأخرى في ما يمكنهما فعله مع الجيران.. و طبعا.. الشيطان صوّر لها كل الجيران التي لا تعرفهم على هيئة الجار الذي أذاها و أهانها..
من جهة كانت سعيدة لأن زوجها هو الذي سيطرق الأبواب.. فلم تكن تتخيل نفسها تطرق على باب يخرج منه رجل.. قد يكون من أولائك الذين لا يحبون المتدينات.. أو اللذين لم يمن الله عليهم بعد بالهداية الكافية ليحترموا المرأة .. كانت أكثر ما تبغظه.. تلك النظرات الحادة التي لم يؤثر فيها الحجاب.. نظرات وقحة و العياذ بالله.. الحمد لله أن أحمد هو الذي سيذهب..
ثم فكرت.. ماذا ستعطيهم؟
و هنا بدأت الأمور تتشعب..
مرطبات؟ سيقولون ما المناسبة؟
كتيب؟ سيقولون مناشير..
حلويات؟ سيقولون أبناؤنا كبروا
تحفة؟ ربّما..
ثمّ فكّرت في شيء هام.. يجب أن تكون هدية رخيصة لا تتكلف.. ليس لأنها لا تقدر.. بل لتكون في متناول الجميع.. فقد تعلمت من زوجها أنه قبل كل عمل تقوم به لآخرتها.. يجب أن تكون نيتها "سن سن حميدة" لتنال أجر من اتبعها.. لذلك كانت في كل أعمالها تحاول أن تفكر بالتوازي في أن تكون قدوة.. و أن تيسر لمن ينوي الاقتداء بها عمله..
كذلك كانت تحب البساطة.. الهدية الغالية قد يكون فيها نوع من التفاخر.. و قد يغير يقينها من اليقين في الله الى اليقين في الهدية.. قد يقنعها الشيطان أنه لو لم تكن الهدية قيمة لما حدث كذا و كذا..
من جهة أخرى.. لم ترد أن تدخل عليهم بالكتب و النصائح و الدعوة (هي ناقصة) هي منعوتة بالإصبع: المتدينة زوجة المتدين.. فخيرت أن يكون أول اتصال فقط لترقيق القلوب.. هدية بسيطة فيها امتثال تام لأمر و نصيحة الرسول صلى الله عليه و سلم: تهادوا تحابوا ثم الأمر باكرام الجار..
حسنا: الآن ما هي هذه الهدية البسيطة التي لا تجلب الانتباه و في نفس الوقت تؤثر على القلوب و يكون لها "مدخلا" و "مناسبة" معقولة؟
ألهما الله مباشرة حل جميل.. فكرت في أن توسع أكثر في الفائدة و في النية..
تذكرت أن أخت أحمد الصغيرة مريضة.. و أنها تعافت قليلا لكن مرضها مزمن.. السرطان عافانا و عافاكم الله..
ففكرت أن تعد تميرات بالقوتة (حليب جامد).. ثلاثة أو سبعة على السنّة.. و يوزعهم أحمد على أساس أنه "مبروك تحسن حالة أخته الصحية".. و اذا أحس أحمد بحسن القبول من الجار.. فلتكن فرصة ليطلب منه الدعاء لها...
أولا: ستكون العملية فيها احسان للجار و صلة رحم مع الأخت و اكرام مريض..الخ. و المجهود هو نفسه.
ثانيا: بهذه الصيغة لن يلفتا انتباه أحد.. و لن يتسائل أحدهم شيئا.. لأن التعاطف مع المرضى من المشاعر "الانسانية" التي تجدها عند المسلم و الكافر و العلماني و حتى المنافق.. فلن تكون هناك صبغة دينية في الأمر..
ثالثا: لن يتحرج أحمد من الموضوع بل أمر أخته لن يزيده الا حماسا (من قال أن الرجل هو الذي يتحكم؟)
رابعا: العمل سهل.. و قامت بعملية حسابية بسيطة.. وجدت أن كلفة التمرة الواحدة بحشوها 130 مليم أي ثلث ريل مصري.. فيكون سعر السبع تمرات 910 مليم أي أقل من دينار.. ( تقريبا ريالين و نصف) و هذا سيشجع الكثيرين على اتباعها.. فالعمل غير مكلف.. لا في المال و لا في الوقت.. و لا في الجهد.
خامسا: الاحسان ممكن على جميع المستويات: هناك أنواع من التمر.. يمكن أن تختار "النور" و هو أجودها.. أنواع من القوتة أيضا و طريقة التقديم.. هناك مجال للإجتهاد..
سادسا: أحست أن الفكرة هي من بركة الاستخارة فهي ان شاء الله من الله.. فارتاحت لاختيار الله و نامت..
في الصباح.. أخبرت أحمد..
استبشر..
قبلها و أثنى عليها برحمة و مودة..
و خير البر عاجله طلب منها أن تعد التمر للمساء..
قالت له ما رأيك أن نعمل قائمة؟ قال لها: اسمعي.. نحن لا نعرفهم و بالكاد يردون علينا السلام.. فلن نعمل لا قائمة و لا طاولة و لا كراسي.. سأطرق كل الأبواب التي في العمارة.. و من يفتح أعطيه تمراته..و أمشي.
اقتنعت.. قلت له كم أعد لك؟ قال: هناك 10 شقق.. اعدي كيس لكل شقة.
بقيت وحدها في المطبخ..
و خرج الدكتور أحمد..
في الأثناء جلست في المطبخ..
تفكر في موضوع آخر كادت تغفل عنه..
تلك الليلة بعد أن صليا ركعتين.. أحست عائشة أن أحمد يريد أن يختلي بربه قليلا.. فكعادتها ساعدته بأن لزمت الصمت..و التفكير هي الأخرى في ما يمكنهما فعله مع الجيران.. و طبعا.. الشيطان صوّر لها كل الجيران التي لا تعرفهم على هيئة الجار الذي أذاها و أهانها..
من جهة كانت سعيدة لأن زوجها هو الذي سيطرق الأبواب.. فلم تكن تتخيل نفسها تطرق على باب يخرج منه رجل.. قد يكون من أولائك الذين لا يحبون المتدينات.. أو اللذين لم يمن الله عليهم بعد بالهداية الكافية ليحترموا المرأة .. كانت أكثر ما تبغظه.. تلك النظرات الحادة التي لم يؤثر فيها الحجاب.. نظرات وقحة و العياذ بالله.. الحمد لله أن أحمد هو الذي سيذهب..
ثم فكرت.. ماذا ستعطيهم؟
و هنا بدأت الأمور تتشعب..
مرطبات؟ سيقولون ما المناسبة؟
كتيب؟ سيقولون مناشير..
حلويات؟ سيقولون أبناؤنا كبروا
تحفة؟ ربّما..
ثمّ فكّرت في شيء هام.. يجب أن تكون هدية رخيصة لا تتكلف.. ليس لأنها لا تقدر.. بل لتكون في متناول الجميع.. فقد تعلمت من زوجها أنه قبل كل عمل تقوم به لآخرتها.. يجب أن تكون نيتها "سن سن حميدة" لتنال أجر من اتبعها.. لذلك كانت في كل أعمالها تحاول أن تفكر بالتوازي في أن تكون قدوة.. و أن تيسر لمن ينوي الاقتداء بها عمله..
كذلك كانت تحب البساطة.. الهدية الغالية قد يكون فيها نوع من التفاخر.. و قد يغير يقينها من اليقين في الله الى اليقين في الهدية.. قد يقنعها الشيطان أنه لو لم تكن الهدية قيمة لما حدث كذا و كذا..
من جهة أخرى.. لم ترد أن تدخل عليهم بالكتب و النصائح و الدعوة (هي ناقصة) هي منعوتة بالإصبع: المتدينة زوجة المتدين.. فخيرت أن يكون أول اتصال فقط لترقيق القلوب.. هدية بسيطة فيها امتثال تام لأمر و نصيحة الرسول صلى الله عليه و سلم: تهادوا تحابوا ثم الأمر باكرام الجار..
حسنا: الآن ما هي هذه الهدية البسيطة التي لا تجلب الانتباه و في نفس الوقت تؤثر على القلوب و يكون لها "مدخلا" و "مناسبة" معقولة؟
ألهما الله مباشرة حل جميل.. فكرت في أن توسع أكثر في الفائدة و في النية..
تذكرت أن أخت أحمد الصغيرة مريضة.. و أنها تعافت قليلا لكن مرضها مزمن.. السرطان عافانا و عافاكم الله..
ففكرت أن تعد تميرات بالقوتة (حليب جامد).. ثلاثة أو سبعة على السنّة.. و يوزعهم أحمد على أساس أنه "مبروك تحسن حالة أخته الصحية".. و اذا أحس أحمد بحسن القبول من الجار.. فلتكن فرصة ليطلب منه الدعاء لها...
أولا: ستكون العملية فيها احسان للجار و صلة رحم مع الأخت و اكرام مريض..الخ. و المجهود هو نفسه.
ثانيا: بهذه الصيغة لن يلفتا انتباه أحد.. و لن يتسائل أحدهم شيئا.. لأن التعاطف مع المرضى من المشاعر "الانسانية" التي تجدها عند المسلم و الكافر و العلماني و حتى المنافق.. فلن تكون هناك صبغة دينية في الأمر..
ثالثا: لن يتحرج أحمد من الموضوع بل أمر أخته لن يزيده الا حماسا (من قال أن الرجل هو الذي يتحكم؟)
رابعا: العمل سهل.. و قامت بعملية حسابية بسيطة.. وجدت أن كلفة التمرة الواحدة بحشوها 130 مليم أي ثلث ريل مصري.. فيكون سعر السبع تمرات 910 مليم أي أقل من دينار.. ( تقريبا ريالين و نصف) و هذا سيشجع الكثيرين على اتباعها.. فالعمل غير مكلف.. لا في المال و لا في الوقت.. و لا في الجهد.
خامسا: الاحسان ممكن على جميع المستويات: هناك أنواع من التمر.. يمكن أن تختار "النور" و هو أجودها.. أنواع من القوتة أيضا و طريقة التقديم.. هناك مجال للإجتهاد..
سادسا: أحست أن الفكرة هي من بركة الاستخارة فهي ان شاء الله من الله.. فارتاحت لاختيار الله و نامت..
في الصباح.. أخبرت أحمد..
استبشر..
قبلها و أثنى عليها برحمة و مودة..
و خير البر عاجله طلب منها أن تعد التمر للمساء..
قالت له ما رأيك أن نعمل قائمة؟ قال لها: اسمعي.. نحن لا نعرفهم و بالكاد يردون علينا السلام.. فلن نعمل لا قائمة و لا طاولة و لا كراسي.. سأطرق كل الأبواب التي في العمارة.. و من يفتح أعطيه تمراته..و أمشي.
اقتنعت.. قلت له كم أعد لك؟ قال: هناك 10 شقق.. اعدي كيس لكل شقة.
بقيت وحدها في المطبخ..
و خرج الدكتور أحمد..
في الأثناء جلست في المطبخ..
تفكر في موضوع آخر كادت تغفل عنه..
0 تعليقات:
إرسال تعليق