أحمد و عائشة: التمر و قطرات زمزم.. الجزء البعد الأخير..

أحمد و عائشة: التمر و قطرات زمزم.. الجزء البعد الأخير..
تعمدت أن أسميه الجزء البعد الأخير..
لأن القصة في الأصل..انتهت..
الا أن هناك قصص للمؤمنين يجعل الله لها بركة خاصة.. ما يسمّى "الأثر"..
تجد أنك أحيانا تقوم بعمل صغير..
و تتوسع في نواياك الى أن تصل مخيّلتك الى سقفها..
ثم تقوم بالعمل و ينتهي الأمر بالنسبة لك..
لكن الله برحمته و جوده و تكرمه على عبيده.. يجعل لعملك البسيط آثارا تفت بكثير كل توقعاتك..
و يبارك فيه فيجعله ثمرة لأعمال أخرى.. لا حدود لها..
و الله يضاعف لمن يشاء..
و أحيانا تكون المضاعفة في عالم الغيب.. فلا ترى شيئا منها.. الا يوم العرض..
و أحيانا أخرى.. يكرمك الله بمضاعفة ترى آثارها بأم عينيك.. في الدنيا..
فيثبتك بها..
و يبشّرك بحسن القبول..
و يجعلك تواصل السير على نفس الطريق..
الى أن تقابله و هو راض عنك..
...
و هذا حال المؤمنين مع ربهم..
...
لما هذه المقدمة؟
لأنني سأقص عيكم أثرا لقصة التمر و قطرات زمزم..
أثرا تأثرت له كثيرا..
أثرا ربانيا أسأل الله أن يكرم به كل من ساهم أو سيساهم في هذا العمل المبارك: اكرام الجيران.
انتبهوا لما سأقول:
في يوم من الأيام..
و كان أحمد قد انتقل من بيته الى بيت آخر..
في منطقة أخرى بعيدة..
هذه المرة ليس بسبب صاحب البيت..
بل لأن الله فتح عليه بابا من الرزق مكّنه من اشتراء بيت صغير..
له و لعائلته الصغيرة..
و أول ما دخله..
طرق الباب..
فاستغرب..
أول طارق لبابه..
من عساه يكون؟
فتح الباب..
وجد فتاة صغيرة وجهها كالملاك.. تمسك بيدها الباب.. كأنها تخاف أن تسقط (فهم بعدها أنها عرجاء و معاقة اعاقة خفيفة في رجلها).. مبتسمة بشوشة.. عمرها ربما 13 سنة أو أقل قليلا..
قالت له: " السلام عليكم عمي.. أمي تقول لكم منزل مبارك.. و أعدت لكم هذه التمرات بمناسبة شفائي من عملية قمت بها على رجلي.. و تقول لكم لا تنسونا من صالح دعواتكم.. نحن جيرانكم في نفس النهج.. بيت رقم 14"..
كاد يبكي.. تماسك نفسه و حبس دموعه و قال: "لكن الرقم 14 هذا في آخر النهج.. "
قالت الفتاة و كأنهم كقّنوها عن ظهر قلب كل الاجابات.. كأنها تسرد محفوظات المدرسة: " نعم.. لكن الرسول صلى الله عليه وسلّم أمرنا بالاحسان لأربعين جارا.. و أنتم أحد الأربعين".. نظر حوله.. فوجد ما توقع.. وجد كيسا كبيرا.. فيه كمية من التمر.. لا اله الا الله.. شكرها.. و دعا لها.. و طلب منها التعرف على والدها..
و حينهما تعرف عليه بعد مدة قصيرة.. سأل بفضول " من أين جائتكم الفكرة؟" فأخبره.. أن الفكرة وردت عن مدرّستها في المدرسة.. متدينة نوعا ما.. و تنصح تلاميذها على قدر المستطاع ببعض الأعمال.. و كان هذا العمل قد لاقى قبول العائلة.. فتعاونوا عليه..
لكن من الذي أوصل الفكرة الى المدرّسة؟ من الذي جعل العشرات من التلاميذ يقومون بهذا العمل؟
الله سبحانه.. لا اله الا الله..
هل البذرة الأولى كانت بذرته هو و عائشة أم هي صدفة؟ هو لا يؤمن بالصدف..
كما أن نقاط التشابه كثيرة.. حتى طريقة اعداد التمر.. و "المدارات" في تقديم الموضوع.. لا اله الا الله..
سبحان الله !!!
ليس هذا فقط..
بل أن فكرة الجيران على المحطة استوحيتها من عمله.. فسبحان الله كا ما سنقوم به هنا سيكون في ميزان حسناته هو عائشة.. و هما لا يعلمان من أمرنا شيئا..
فهمتم ما معنى أن تكون لأعمالنا أثرا؟ أي أن تتضاعف و تمتد و يربيها لنا الله في الدنيا ثم في الآخرة.. بعلمنا أو بدون علمنا.. فالى متى سنبقى من القانعين بالقليل؟ الى متى سنرضى بأقل الأعمال و أبسطها؟ لم لا نحدث ثورة في قلوبنا و نوايانا تجردنا من البرود الذي نصبغ به أعمالنا؟ متى ستكون لنا فنوننا في التقرب من ربنا.. و قصصنا الخاصة و العامة؟ أكاد أجزم أن كل واحد منا يستطيع أن يتغير الآن لو شاء.. يصلي ركعتين الآن فورا و يطلب من الله أن يجعله من هؤلاء.. من الصفوة.. من المحبين بصدق.. من أوليائه الصالحين.. المصطفين السابقين الأولين.. كلنا أحمد و عائشة.. و ماذلك على الله بعزيز..

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting