{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 2



{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}



من أسرار الصلاة، لابن القيم



لكل شيء ثمرة و ثمرة الصلاة الإقبال على الله



و كما أن الصوم ثمرته تطهير النفس ، و ثمرة الزكاة تطهير المال ، و ثمرة الحج وجوب المغفرة ، و ثمرة الجهاد تسليم النفس إليه ، التي اشتراها سبحانه من العباد ، و جعل الجنة ثمنها ؛ فالصلاة ثمرتها الإقبال على الله ، و إقبال الله سبحانه على العبد ، و في الإقبال على الله في الصلاة جميع ما ذكر من ثمرات الأعمال و جميع ثمرات الأعمال في الإقبال على الله فيها.
و لهذا لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم : جعلت قرة عيني في الصوم ، و لا في الحج و العمرة ، و لا في شيء من هذه الأعمال و إنما قال : " و جعلت قرّة عيني في الصلاة ".
و تأمل قوله : " و جعلت قرة عيني في الصلاة " و لم يقل : " بالصلاة " ، إعلاماً منه بأن عينه لا تقر إلا بدخوله كما تقر عين المحب بملابسته لمحبوبه و تقرّ عين الخائف بدخول في محل أنسه و أمنه ، فقرّة العين بالدخول في الشيء أكمل مِن قرة العين به قبل الدخول فيه ، و لما جاء إلى راحة القلب من تعبه و نصبه قال : " يا بلال أرحنا بالصلاة ".

2 تعليقات:

غير معرف يقول...

نعم أخي الكريم تقر عين الخائف بدخول محل أنسه و أمنه و هي الصلاة و تقر عين المحب بملابسته لمحبوبه و هو يقف بين يديه خالقه نعم صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم و ما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي لذلك الانسان إذا أحزنه شئ توضأ و هرع للصلاة بين يدي ربه يدعوه و يطمئن بالوقوف بين يديه فيشعر براحة نفسية كبيرة و ينسي همومه و يستبشر خيرا بإذن الله كل ذلك لمجرد دخوله في الصلاة فسبحان الله

الاخت ايمان يقول...

مثل الصلاة الخاشعة عندما يخشع العبد في صلاته لا يشعر بالوقت ولا بمرورها بل ويتمني ألا تنتهي
كما شرح لنا الأخ الفاضل أبو عبد الله

أتذكر أول مرة صليت فيها التهجد في العشر الأواخر في رمضان منذ سنوات
ذهبت للمسجد وأنا أقول لنفسي الله المستعان أكيد الأمر سيكون بغاية الصعوبة ويحتاج الي قوة تحمل
لأن الصلاة تستغرق ساعات الليل بأكمله
وما أن بدأت الصلاة كانت الساعة قبل منتصف الليل بنصف ساعة ودخلت في الصلاة مرت الركعات الواحدة تلو الأخري حتي انتهي الإمام قبل الفجر بعشر دقائق
فنظرت للساعة وقلت سبحان الله الأمر لم يكن بالصعوبة التي صورتها لي نفسي

وكأن الله تعالي يقول لنا ( ولله المثل الأعلي ) فقط اقبلوا عليّ بصدق وتوكل ودعوا كل شيء لي وأكيد سأعينكم وامدكم بالقوة وسأقبلكم عندي وأتقبل منكم

حقاً حق علينا أن نشعر بالفخر لأننا عبيد لله
وأن الله هو ربنا
هو سبحانه لا يحتاج لوقوفنا بين يديه ولا الي صيامنا ولا لأي شيء نفعله بل نحن الذين في أشد الاحتياج والافتقار اليه
فهو الغني ونحن الفقراء اليه
فنجده هو الذي يوفقنا الي كل طاعة ويتقبلها منا رغم تقصيرنا ويزيد بها من درجاتنا

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting