أحمد و نصرة الرسول صلى الله عليه و سلّم..


فاصل أواصل فيه حكايات أحمد ..


أحمد و نصرة الرسول صلى الله عليه و سلّم
..
ككل المؤمنين تأثر أحمد بما حدث..
ككل المؤمنين تابع الأخبار في العالم..
ككل المؤمنين غضب و حزن و تألم و أحس بوطئ المصيبة..
لكن أحمد كعهدي به.. أول ما يفكر فيه: ما المطلوب منه.. هذا تفكيره.. أي شحنة تصيبه (غضب, حزن...) يجب أن يحولها الى فعل..
و مرت الأيام و لم أر منه أي مبادرة..
قلت ربما عملها "في الخفاء"
و قبل أسبوعين.. جاء أحمد الينا (عائلته, أصدقائه المقرّبين, بعض جيرانه)..يدعون لأمسية (عشويّة)..
قلنا له: المناسبة؟
قال واثقا: سنجتمع لنصرة الرّسول صلّى الله عليه و سلّم..
أجاب أحدهم بفذلكة: ممتاز...و ماذا سنفعل لنصرته ان شاء الله؟
قال: نحاول أن نفعل شيئا.. فإن لم نستطع فعل أي شيء.. سنجلس لنتباكى على حالنا.. لعلّ دموعنا تشفع لنا عجزنا..
تسمّرنا.. عيناه احمرّت و احتصرت فيها دمعاته..
نظرته جمعت الغضب و الحزن و الشهامة و حب الحبيب صلى الله عليه و سلّم..
لا ندري كيف مرت لحظات صمت كأننا قلنا فيها الكثير..
و بعد أيام اجتمعنا في بيته..
أوّل مرّة نجتمع..
كما قلت لكم لا أحمد و لا العبد الضعيف من هواة "الحضبة"..
تقريبا ستة أشخاص..أو سبعة
جلسنا..
صمت رهيب و طويل..
لم يكن من المجالس التي نستطيع فيها الاستلطاف و الترحيب و المجاملات..
بالفعل لا أحد عرف كيف يتصرف .. فالتزم الجميع بالصمت..
الى أن قال أحمد: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
الحمد لله.. والصلاة و السلام على رسول الله..
و لم يستطع ان يكمل..
انفجر بالبكاء..
و بكى كلّ من المجلس..
بكاء لم أشهد مثله الا ليلة القدر أمام الكعبة..
بكاء جماعي ..تحس بالدموع تخرج من القلب..
المشاعر كانت قوية لدرجة أن كل الكلمات لم تكن تفي بالغرض..
أقوى خطبة و أقوى درس سمعته عن الرسول صلى الله عليه و سلّم.. سنفونية من البكاء الحار.. بدون كلام..
و بعد ربع ساعة تقريبا.. قام أحمد و كأنه يئس من انقطاع دموعه عن الانهمار.. فجلب كرتون.. فيه كتب اشتراها من مكتبة في تونس.. اسمها " محمد صلى الله عليه و سلم..البطل"
و وزعها علينا..
قال بين الدموع: كنت نويت أن نقرأ منه القليل.. لكن هاكم الكتاب.. اقرأوه..و اكثروا من الصلاة عليه..
اخذنا الكتب.. و خرجنا.. و نحن نتفق على أن نعيد الاجتماع مرة أخرى..

أحمد من الغد لم يترك أحدا الا أخبره.. فعاد إلي يخبرني بالموضوع و يشرح لي.. قلت له: " أنسيت لقد كنت معكم" قال "لا.. أنا لا أستضيفك..أنا أدعو كل واحد منكم أن يجمع حوله أصدقائه أو حتى زوجته و أبنائه.. يكفي.. يجلسون على الأرض كما جلسنا و يفكرون في كيفية نصرة النبي صلى الله عليه و سلم.. و كل من تخطر له فكرة يقولها للبقية و له أجر من اتبعها.. ثم أعطاني رابط لموقع فيه "مائة طريقة لنصرة النبي صلى الله عليه و سلّم"... قلت له" ألا تكفي هذه المائة طريقة؟ لم نجتمع".. قال لي "الرسول صلى الله عليه و سلم منصور منصور.. لكن أريد أن يرانا الله مجتمعين مهتمين مهمومين بالأمر.. حتى لو لم يكن اجتماعنا من القلب أو مثمرا.. لكن على الأقل سنجد جملة على صحائفنا.. لا أريد أن نكتب من المتخاذلين.. لو سألك الله لقد أهين رسولك فماذا فعلت؟ ستقول يومها على الأقل.. جمعت حولي زوجتى و أبنائي.. و قلت لهم أنه أحب الي منهم..و حاولنا التفكير.. و فعلنا ماوفقتنا لفعله.."
في الأسبوع التالي.. كل البيوت في الحومة شهدت هذه اللقائات.. عائلية بحتة في أغلبها.. كل رجل جمع زوجته وأبنائه.. وقال لهم تعرفون لما اجتمعنا اليوم؟ لنصرة الرسول صلى الله عليه و سلم"..صدقوني هناك من سألته ابنته الصغرى: " و من هو الرسول أبي حتى نجتمع من أجله؟" فبكى و فهم أن المشكلة ليست في الاهانة و الصور..بل في بعدنا و جحودنا و تقصيرنا في حب و اتباع و تعظيم الرسول صلى الله عليه و سلّم..
أحمد بعد أسبوع غير المسجد.. لم نعد نراه في مسجدنا..
فهمت و الله أعلم أنه يروج لحملته في مكان آخر..
بالله لم لا نفعلها الليلة؟ العملية لا تحتاج شيئا.. حتى من يسكن وحده.. ينادي لجار أو صديق أو أي شخص.. و يجلسان بهذه النية.. يكفي أن يحيوا أسهل سنة للرسول صلى الله عليه و سلم.. يكفي أن يذكروه..أن يحيوا في قلوبهم حبه.. أن يقرأوا عن صفاته.. أن يحفظوا حديثا له.. أن يسمعوا شريطا عنه.. المهم أنه ما جمعهم الا هذا...
وأنا و أنتم.. ماذا فعلنا لنصرة الرسول صلى الله عليه و سلم..
على فكرة.. أحمد يصول و يجول لترويج فكرته..
كل ماذكرته صار في وقت قريب.. في وقت..فتر فيه الغضب.. و ذهب الحماس.. و نسي الأمر
..

2 تعليقات:

غير معرف يقول...

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك ) . فقال له عمر : فإنه الآن ، والله ، لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) .
الراوي: عبدالله بن هشام بن زهرة القرشي المحدث: البخاري
قوله ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك )
أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر . وعن بعض الزهاد : تقدير الكلام لا تصدق في حبي حتى تؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه الهلاك . وقد قدمت تقرير هذا في أوائل كتاب الأيمان .
قوله ( فقال له عمر فإنه الآن يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر )

قال الداودي : وقوف عمر أول مرة واستثناؤه نفسه إنما اتفق حتى لا يبلغ ذلك منه فيحلف بالله كاذبا ، فلما قال له ما قال تقرر في نفسه أنه أحب إليه من نفسه فحلف ، كذا قال .
وقال الخطابي : حب الإنسان نفسه طبع ، وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب ، وإنما أراد عليه الصلاة والسلام حب الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه .
قلت : فعلى هذا فجواب عمر أولا كان بحسب الطبع ، ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار ، ولذلك حصل الجواب بقوله " الآن يا عمر " أي الآن عرفت فنطقت بما يجب . *فتح الباري*

توبة نصوحة يقول...

جزاااك الله خيرا
اللهم ارزقنا حبك و حب نبيك و اغفر لنا تقصيرنا
و اجعلنا من من ينصر سنته

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting